قلم محمد غنايم

سر في منظومة التعليم لا بد منه

★مهارة الرشد والكفاح الأكاديمي:

1■من إعدادية غار حيراء والقراءة 

إلى ثانوية غار ثور ونتائج القراءة 

إلى جامعة فتح مكة وتمكين القراءة حيث سقطت الأصنام بمعجزة إشارة إصبعه الشريفة بينما لم تسقط في البداية رغم الآلام! ومن هنا يجب أن تبدأ رحلة الكفاح الأكاديمي في وعي أجيالنا من أجل الحياة الجديدة .ودون ذلك اللهم نعوذ بك من علم لا ينفع وما يتبعه من فائض ما لا يلزم و"طفطفة" بهرجات وآثام. أو نكون لا سمح الله ممّن يقول يومئذٍ:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.فوجود العلم شيء ووجود الوعي الرشيد شيء آخر تماماً!.

لذلك أول المتعلمين الكبار جداً الداخلين النار هو إبليس وكل أمثاله.

2■وزارة التربية أو وزارة التعليم حقيبة سيادية. وكل موقع فيها سيادي بالضرورة. لأن التعليم هو الأمن الفكري العميق وقائياً وعلاجياً لتحسين جودة الحياة وحفظ سياج الأمة والوطن والعقيدة. العقيدة التي يستهين بها كثيرون بسبب فوضى العلم والمعرفة وملوّثات المشاعر بالشعارات.

3■البنية التحتية لانتصار الوجود الحاصل في فلسطين مثلاً أساسه التعليم خاصة أنه الحبل السري لتغذية التكاثر السكاني. وحتى التكاثر السكاني وتدفقه هو مهارة رشد بالوعي واللاواعي من أهم البُنى التحتية الإستراتيجية لهذا الانتصار.

4■الانتقال بالقدوات إلى مصنع القيادات أولوية للمجتمع والدولة عبر حقائبها السيادية عندما تريد إحداث الفرق وطمر البذور وليس فقط غرسها!.

وهذا إن لم يكن حقيقة فما تفسير ظهور الحالة الرديئة: {قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}. و{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.

أو الحالة السامية: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

5■أي علم وتعليم لا يحميه الرّشد كمهارة هو علم لاستخدام مرة واحدة في الدنيا دون {الفوز العظيم} وبالتالي يتم إتلافه بعد تتليفه لأجيال للأسف. لذلك طلبَ موسى من الخضر عليهما السلام الرشدَ بما سيتعلمه:

{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}؟!.

ما ينقص مدارسنا وجامعاتنا هو تعليم (مهارة الرشد) لأجيالنا وتصميم حقيبة كاملة لهذه المهارة بكل حيثياتها التقعيدية لتطوير وتهذيب العلم والتعليم. لأن العلم هو المعلومات والرشد هو عموم الأخلاق مع حزامها الأمني من أجل تنظيف وتغليف المعلومات.

●لذلك علينا أن صوغ أنفسنا من جديد بدخول غار حيراء لنعلم ما نقرأ ثم غار ثور لنعطي نتائج أوليّة ثم المدينة لاستقرار الحالة المطلوبة ثم البقية تحصيل حاصل.

© 2022 Developed by HeavenWeb